الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- الحديث الأول: روى عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، ويقال له: ابن أبي صعير العذري عن أبيه أن النبي عليه السلام، قال في خطبته: - أدوا عن كل حر وعبد، صغير أو كبير صاع من بر، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير. قلت: رواه الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة، وله وجوه: - أحدها: رواية بكر بن وائل، رواه أبو داود في "سننه" [أبو داود في "الزكاة - في باب من روى نصف صاع من قمح" ص 235]، فقال: حدثنا علي بن الحسن الدرابجردي حدثنا عبد اللّه بن يزيد حدثنا همام حدثنا بكر بن وائل عن الزهري عن ثعلبة بن عبد اللّه أو قال: عبد اللّه بن ثعلبة "ح" وحدثنا محمد بن يحيى النيسابوري حدثنا موسى بن إسماعيل [والحاكم في "المستدرك" ص 279 - ج 3 عن موسى بن إسماعيل به، وفيه أيضًا ثعلبة بن صعير، وكذا في النسخ المطبوعة من المجتبائية، وصاحب العون، والبذل: ثعلبة بن صعير، بحذف أبي، فراجعه] المنقري حدثنا همام عن بكر بن وائل أن الزهري حدثهم عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير عن أبيه، قال: قام فينا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ خطيبًا، فأمر بصدقة الفطر: صاع تمر، أو صاع شعير عن كل رأس، زاد عليّ في حديثه: أو صاع بر، أو قمح بين اثنين، ثم اتفقا: عن الصغير والكبير، والحر والعبد، انتهى. وأخرجه الدارقطني عن عمرو بن عاصم عن همام عن بكر بن وائل عن الزهري عن عبد اللّه ابن ثعلبة بن صعير عن أبيه بلفظ: أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قام خطيبًا، فأمر بصدقة الفطر عن الصغير والكبير، والحر والعبد: صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير عن كل واحد، أو صاع قمح، انتهى. - الوجه الثاني: رواية النعمان بن راشد أخرجها أبو داود أيضًا [أبو داود في "باب من روى نصف صاع من قمح" ص 235، والطحاوي في: ص 320 عن مسدد به، والدارقطني ص 223 عن مسدد به، وفيه: صاع من بر أو قمح عن كل رأس]، فقال: حدثنا مسدد [تابعه عفان، عند الطحاوي: ص 320، وأحمد في "مسنده" ص 432 في نصف صاع البر.]، وسليمان بن داود العتكي حدثنا حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري، قال: مسدد عن ثعلبة بن عبد اللّه بن أبي صعير عن أبيه، وقال سليمان بن داود: عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، أو ثعلبة بن عبد اللّه بن أبي صعير عن أبيه، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "صاع من بر أو قمح [شك حماد، كذا في "مسند أحمد".] على كل اثنين، صغير أو كبير، حر أو عبد، ذكر أو انثى، أما غنيكم فيزكيه اللّه، وأما فقيركم، فيرد اللّه عليه أكثر مما أعطاه للّه، زاد سليمان في حديثه: غني، أو فقير، انتهى. وأخرجه الدارقطني رحمه اللّه بن أبي إسرائيل عن حماد بن زيد به مرفوعًا: أدوا صدقة الفطر، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو نصف صاع من بر، إلى آخره، ثم أخرجه عن يزيد بن هارون عن حماد ابن زيد به، قال: أدوا عن كل إنسان: صاعًا من برٍّ عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والغني والفقير، إلى آخره، ثم أخرجه عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد به عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه، بنحو رواية يزيد، ثم أخرجه عن خالد بن خداش عن حماد بن زيد، وقال: بهذا الإِسناد نحوه. - الوجه الثالث: رواية بن جرجة عن الزهري، فأخرجها الدارقطني عن يحيى بن جرجة عن الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ خطب، فقال: "إن صدقة الفطر مدان من برٍّ عن كل إنسان، أو صاع مما سواه من الطعام"، انتهى. ويحيى بن جرجة، روى عنه ابن جريج، وفرعة بن سويد، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ، وقال الدارقطني: ليس بقوي. - الوجه الرابع: رواية ابن جريج عن الزهري، رواه عبد الرزاق في "مصنفه" أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد اللّه بن ثعلبة [توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو ابن أربع عشرة سنة]، قال: خطب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ الناس قبل الفطر بيوم، أو يومين، فقال: أدّوا صاعًا من بر، أو قمح بين اثنين، أو صاعًا من تمر، أو شعير عن كل حر أو عبد، صغير أو كبير، انتهى. ومن طريق عبد الرزاق، رواه الدارقطني في "سننه" [الدارقطني: ص 224، وأحمد في "مسنده" ص 432 - ج 5، وأبو داود في "سننه" ص 235. (يتبع...) (تابع... 1): - الحديث الأول: روى عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، ويقال له: ابن أبي... ... ]، والطبراني في "معجمه"، وهذا سند صحيح قوي. - الوجه الخامس: رواية بحر بن كنيز السقاء عن الزهري، أخرجه الحاكم في "كتابه المستدرك - في كتاب الفضائل" عن بحر بن كثير حدثنا الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة عن أبيه عن النبي عليه السلام أنه فرض صدقة الفطر على الصغير، والكبير: صاعًا من تمر، أو مدين من قمح، انتهى. وسكت عنه، ثم قال: وقد رواه [قلت: هذه الرواية مع هذا القول في الحاكم: ص 279 - ج 3، في فصل ثعلبة من طريق بكر بن وائل عن الزهري لا من طريق بحر بن كثير، ولكن أسقط الناسخ: عن، فكتب عن بكر بن وائل بن داود الزهري.] أكثر أصحاب الزهري عنه عن عبد اللّه بن ثعلبة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، لم يذكروا أباه، انتهى. وقال الدارقطني في "عللّه": هذا حديث اختلف في إسناده ومتنه، أما سنده، فرواه الزهري، واختلف عليه فيه، فرواه النعمان [عند الدارقطني: ص 223] بن راشد عنه عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه، ورواه بكر بن وائل [عند الدارقطني: ص 223.] عن الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، وقيل: عن ابن عيينة عن الزهري عن ابن أبي صعير عن أبي هريرة، وقيل: عن سفيان ابن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وقيل: عن عقيل، ويونس عن الزهري [عند الطحاوي: ص 320] عن سعيد مرسلا، ورواه معمر على الزهري [عند الطحاوي: ص 320.] عن الأعرج عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، وأما اختلاف متنه ففي حديث سفيان بن حسين [حديث سفيان بن حسين رواه الحاكم في "المستدرك" ص 410 - ج 1، وصححه عن بكر بن الأسود حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رفعه، قلت: بكر بن الأسود قال الدارقطني ص 222: ليس بالقوي، وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري.] عن الزهري: صاع من قمح، وكذلك في حديث النعمان بن راشد [قلت: حديث النعمان بن راشد روى عنه حماد بن زيد، فاختلف عليه فيه، فروى الدارقطني: ص 223 عن يزيد بن هارون، وسليمان بن حرب، وخالد بن خراش، ومسدد، وروى البيهقي: ص 163 - ج 4 عن أبي النعمان عن حماد عنه، وفيه: صاع من قمح. وروى الدارقطني: ص 223 عن إسحاق بن أبي إسرائيل، والطحاوي: ص 320 والبيهقي: ص 167 - ج 4 عن مسدد، والطحاوي في "شرح الآثار" وأحمد في "مسنده" ص 432 - ج 5 عن عفان، وأبو داود: ص 235 عن مسدد، وسليمان بن داود العتكي عن حماد عنه، وفيه نصف صاع.] عن الزهري عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه: صاع من قمح عن كل إنسان، وفي حديث الباقين: نصف صاع من قمح، قال: وأصحها عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلًا، انتهى كلامه. قال الشيخ في "الإِمام": وحاصل ما يعلل به هذا الحديث أمران: أحدهما: الاختلاف في اسم أبي صعير، فقد تقدم من جهة أبي داود عن مسدد ثعلبة بن أبي صعير، ومن جهته أيضًا عن سليمان بن داود عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، أو ثعلبة بن عبد اللّه بن أبي صعير، وكذلك أيضًا عن أبي داود في رواية محمد بن يحيى، وفيه الجزم بعبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، وكذلك رواية ابن جريج، وعند الدارقطني من رواية مسدد عن بن أبي صعير عن أبيه لم يسمه، ثم أخرجه الدارقطني عن همام عن بكر أن الزهري حدثه عن عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه ثعلبة، قال نحوه - يعني نحو حديث مسدد - فإنه ذكره عقيبه، وهذا يحتاج إلى نظر، فإنه ذكره من رواية مسدد عن حماد بن زيد عن النعمان بن راشد الزهري عن ابن أبي صعير عن أبيه مرفوعًا: صدقة الفطر صاع من بر، أو قمح، عن كل رأس، كذا في النسخة العتيقة الصحيحة، ورواية أبي داود [وافقه الطحاوي: ص 320 - ج 1، فإنه روى عن إبراهيم بن أبي داود كذلك أيضًا.] عن مسدد فيها: أدّوا صاعًا من بر، أو قمح عن كل اثنين، وهذا مخالف للأول، واللّه أعلم. وفي رواية سليمان ابن حرب عن حماد الجزم بثعلبة بن أبي صعير عن أبيه، عند الدارقطني، والجزم بعبد اللّه ابن ثعلبة في رواية بحر بن كنيز، كما تقدم، عند الحاكم، والشك في رواية يزيد بن هارون عن حماد فيها عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، أو عن ثعلبة عن أبيه، عند الدارقطني أيضًا [قلت: في رواية الدارقطني: ص 223، عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، أو عن ثعلبة عن أبيه، فلينظر]. العلة الثانية: الاختلاف في اللفظ، ففي حديث سليمان بن حرب، عند الدارقطني عن حماد بن زيد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه مرفوعًا: أدّوا صاعًا من قمح، الحديث، ثم أتبعه الدارقطني برواية خالد بن خداش عن حماد بن زيد، وقال: بهذا الإِسناد مثله، وقد تقدم من رواية أبي داود عن مسدد: صاع من بر، أو قمح، على كل اثنين. وأخرجه الدارقطني [الدارقطني: ص 223.] عن أحمد بن داود المكي عن مسدد حدثنا حماد بن زييد به عن ابن ثعلبة [قلت: "ابن ثعلبة" ليس في الدارقطني في النسخة المطبوعة.] بن أبي صعير عن أبيه مرفوعًا: أدوا صدقة الفطر صاعًا من تمر، أو قمح، عن كل رأس، الحديث. وفي رواية بكر بن وائل، قيل: عن كل رأس، وذكر البيهقي عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال في "كتاب العلل": إنما هو عبد اللّه بن ثعلبة، وإنما هو عن كل رأس، أو كل إنسان، هكذا رواية بكر بن وائل، لم يقم الحديث غيره، قد أصاب الإِسناد والمتن، قال الشيخ: ويمكن أن تحرف: رأس، إلى اثنين، ولكن يبعد هذا بعض الروايات، كالرواية التي فيها: صاع بر، أو قمح، بين كل اثنين، انتهى كلامه. وقال صاحب "تنقيح التحقيق" بعد ذكره هذا الاختلاف: وقد روى على الشك في الاثنين، قال أحمد بن حنبل [أحمد في "مسنده" ص 432 - ج 5]: حدثنا عفان، قال: سألت حماد بن زيد عن صدقة الفطر، فحدثني عن نعمان بن راشد الزهري عن ابن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "أدُّوا صاعًا من قمح، أو صاعًا من بر"، وشك حماد: عن كل اثنين، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو مملوك، غني أو فقير، أما غنيكم فيزكيه اللّه، وأما فقيركم فيرد عليه اللّه أكثر مما يعطى، انتهى. ثم قال: قال مهنأ: ذكرت لأحمد حديث ثعلبة بن أبي صعير في صدقة الفطر، نصف صاع من بر، فقال: ليس بصحيح، إنما هو مرسل، يرويه معمر، وابن جريج عن الزهري مرسلًا، قلت: مِن قِبَلٍ مَنْ هذا؟ قال: من قِبَل النعمان بن راشد، وليس بالقوي في الحديث، وضعف حديث ابن أبي صعير، وسألته عن ابن أبي صعير، أهو معروف؟ فقال: ومن يعرف ابن أبي صعير؟ ليس هو معروف، وذكر أحمد، وابن المديني ابن أبي صعير، فضعفاه جميعًا، وقال ابن عبد البر: ليس دون الزهري من يقوم به الحجة، والنعمان بن راشد، قال: معاوية عن ابن معين ضعيف، وقال عباس عنه: ليس بشيء، وقال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه: مضطرب الحديث، وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو في الأصل صدوق، وقال ابن عدي: النعمان بن راشد، قد احتمله الناس، روى عنه الثقات، مثل حماد بن زيد، وجرير بن حازم، ووهيب بن خالد، وغيرهم من الثقات، وله نسخة عن الزهري، لا بأس به، وقال شيخنا أبو الحجاج المزي في "تهذيب الكمال": عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير: ويقال: ابن أبي صعير العذري، أبو محمد المدني الشاعر، حليف بني زهرة، ويقال: ثعلبة بن عبد اللّه بن صعير، وأمه من بني زهرة، مسح رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ وجهه ورأسه زمن الفتح، ودعا له، روى عن النبي عليه السلام، وعن أبيه ثعلبة بن صعير، وجابر بن عبد اللّه، وسعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وأبي هريرة رضي اللّه عنهم، روى عنه سعد بن إبراهيم، وعبد اللّه بن مسلم، أخو الزهري: وعبد الحميد بن جعفر، ولم يدركه، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال سعد بن إبراهيم: حدثنا عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير ابن أخت لنا، وقال محمد بن سعد: كان أبو ثعلبة [في نسخة - الدار - "كان أبوه ثعلبة" "البجنوري". ] بن صعير شاعرًا، كان حليفًا لبني زهرة، وقال الحاكم: أبو أحمد عبد اللّه [في نسخة - الدار - "أبو عبد اللّه" "البجنوري".] بن ثعلبة بن أبي صعير العذري ابن عم خالد بن عرفطة بن صعير، حليف بني زهرة، قيل: إنه ولد قبل الهجرة، وقيل: بعد الهجرة، وتوفي سنة سبع، وقيل: سنة تسع وثمانين، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وقيل: ثلاث وتسعين، وقيل في وفاته، وسنه غير ذلك، انتهى. وقال ابن سعد في "الطبقات": عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، يكنى: بأبي محمد، وقد رأى النبي عليه السلام صغيرًا، مات سنة سبع وثمانين بالمدينة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، أخبرنا الواقدي عن معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، قال: أنا أعْقِل رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد مسح رأسي، انتهى. واعلم أن المصنف رحمه اللّه استدل بحديث عبد اللّه بن ثعلبة هذا على أصل وجوب صدقة الفطر، لا على مقدار الواجب، واستدل على مقدار الواجب بحديث أبي سعيد، وسيأتي في فصل مقدار الواجب إن شاء اللّه تعالى.
|